اعتقد ومازلت ان استكمال التعليم الجامعي في الخارج له تأثير في الكويت وليس فقط في المتعلم هناك! فاذا كانت الدراسة في امريكا.. كان التأثير بنا امريكيا! واذا كانت الدراسة في افريقيا كان التاثير فينا افريقياً.. واذا كانت الدراسة في كندا كان التاثير فينا كنديا.. وقبل مدة صار لي تعامل، واحتكاك مع اكثر من صديق عزيز، درس وحصل على الشهاده الجامعية من سويسرا.. وبالاحتكاك اليومي معه، اكتشفت ان الرقي في تعامله، واحترامه للقانون، واسلوب الحياة التي يعيشها و«الذرابة» التي يتمتع بها.. الخ، انعكست عليه، ثم على اسرته، وابنائه.. ووصلت الى تأثر المحيطين به! ولا ابالغ ان قلت ان بعضهم صار يتعامل مع القانون الكويتي والشعب الكويتي والوافدين، وكانه في سويسرا التي تحترم من يحترم القانون.
واقول ما سبق لأنني عدت من اجازة قصيرة – حمداً لله على سلامتي.. الله يسلمكم - قضيتها في ربوع المملكة المتحدة، زرت فيها عدة مدن، وسكنت في برايتون وكاردف ولندن بالتأكيد.. وكانت الكلمة الاكثر شيوعا بين سكان هذه المدن والقرى التي زرتها هي «thank you» تليها في التكرار كلمة «sorry»! فسكان هذه المدن الأصليين طبعاً.. اذا شاهدتهم اطلقوا ابتسامة ترحيب بك.. وإذا سمحتم لهم بالمرور امامك في المولات او الحدائق.. قالوا لك «شكراً»، واذا ظنوا ان الكيس او الشنطة التي يحملونها «لمستك».. اعتذروا فوراً وقالوا «sorry»! بخلاف اخواننا «العرب والخليجيين» الذين إذا صادفتهم في مولات وكانت حريمهم تحمل عشرة اكياس في اليد اليمنى وخمسة تعش في اليد اليسرى! وكأنها كبينة «بالون»، تحمل اكياس الرمل عفوا التسوق في كل جهة من جسمها! التي لابد ان تصطدم بك او على اقل تقدير «تحشرك» في زاوية من زوايا المصعد.. ثم تخرج واثقة الخطى.. بدون كلمة اعتذار، ولا حتى اشارة بالاعتذار! وامام هذه الثقافة.. وثقافة احترام الطابور في اسواق لندن، وعدم احترامه في مستشفيات الكويت! وامام ثقافة احترام قانون المرور هناك وعدم عبور الشارع قبل اضاءة الاشارة الخضراء.. وعدم احترام القوانين الكويتية! اعتقد اننا بحاجة الى ارسال مئات الطلاب الى سويسرا.. للتعلم هناك والعودة لنا بثقافة الشعب السويسري.. بدلاً من ارسالهم الى الفلبين وافريقيا، وفتح المجال لاعادة الدراسة في سويسرا وبريطانيا، حتى لمن حصلوا على الشهادة الجامعية الكويتية قبل «ستعش» سنة.. او خمتعش سنة – لانني لا اذكر السنة التي تخرجت فيها من الجامعة - فتح المجال امامهم لإحداث التغيير الايجابي في المجتمع الكويتي.
٭٭٭
بالأمس كان المطار مزدحما و«مختنقا» على الاخر بركاب ست طائرات من الطراز العادي وليست طائرة الاربعمائة راكب! والفوضى عند الجوازات لامثيل لها.. ومدة الانتظار لحين «تشريف» الشنط للقاعة كانت اطول من مدة سقوط برج التجارة العالمي! غير ان استعداد رجال الجمارك.. ووقوفهم في كامل النشاط امام الركاب وابتسامتهم، تعيد الامل وتشعرك بوجود الرجال الذين يعملون بإخلاص للكويت.. فخالص الشكر لهم على همتهم ونشاطهم.
٭٭٭
في برايتون وصل إلي ايميل او رسالة بالبريد الالكتروني فيها فيلم فيديو لـ«ملاية» بحرينية، تقرأ وتبكي في مجالس، وفي الليل تغني وتطرب بعض السكارى في جلسة حمراء! والفيلم منشور على اليوتيوب تحت عنون فضيحة ملاية.. على ما اظن، هذا الفيلم ومن قبله فيلم السيد مناف ناجي، وكيل السيد السيستاني في منطقة العمارة.. الذي يقبل وحده «جيكره».. الزميل محمد الوشيحي اجمل منها بكثير!.
هذه الافلام وغيرها لاتسيء للمذهب الشيعي، ولا للدين الإسلامي.. لامن قريب ولا من بعيد، بل إساءتها لاتتعدى شخوص بطليهما السيد مناف و«الملاية المطربة»! ومع هذا فيجب ان نذكر لما نشاهد هذه الافلام، ان كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون، وان من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة.
أحمد محمد الفهد .كركور.