ففي إقليم كوسوفو ، سادت أجواء من الفرحة العارمة بين ألبان كوسوفو المسلمين باعتبار أن قرار محكمة العدل الدولية من شأنه أن يؤدي إلى اعتراف المزيد من الدول باستقلال الإقليم وبالتالي تحوله إلى دولة جديدة.
وفي المقابل ، أعلنت صربيا على لسان وزير خارجيتها فوك يريميتش بعيد صدور الرأي الاستشاري أنها لن تعترف أبدا وتحت أي ظرف كان باستقلال الإقليم.
وعلى الصعيد الدولي ، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عقب صدور الرأي الاستشاري كل الدول بما فيها صربيا إلى الاعتراف بكوسوفو.
أما وزارة الخارجية الروسية فقالت في بيان لها إن رأي المحكمة لا يغير شيئا في الموقف الروسي الرافض للاعتراف باستقلال الاقليم.
ومن جانبه ، دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي بلجراد وبريشتينا إلى التطلع نحو "مستقبلهما الأوروبي" في أعقاب صدور الرأي الاستشاري عن المحكمة الدولية.
وتابع " أدعو المسئولين السياسيين في بلجراد وبريشتينا إلى النظر حاليا في اتجاه مستقبلهم الأوروبي ومعالجة شئون التعايش اليومي بشكل بناء وبراجماتي لمصلحة شعبي البلدين".
وأضاف "السياسة والحوار مطلوبان في الوقت الحاضر ، مستقبل صربيا وكوسوفو هو في صلب الاتحاد الأوروبي".
كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن قائد قوة حفظ السلام التابعة لحلف الأطلسي "الناتو" في كوسوفو القول إن القوة المكونة من 10 آلاف عنصر مستعدة لمواجهة أي موجات عنف قد يتسبب بها القرار.
قرار تاريخي
احتفالات الألبان في كوسوفو
وكانت محكمة العدل الدولية أصدرت يوم الخميس الموافق 22 يوليو / تموز حكما استشاريا غير ملزم حول شرعية إعلان استقلال كوسوفو أكد أن إعلان الاستقلال لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي .
واتخذ القرار السابق بتأييد عشرة من القضاة واعتراض أربعة وجاء بعد أن حصلت صربيا في 8 أكتوبر / تشرين الأول 2008 على موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن تبدي محكمة العدل الدولية وهي أكبر هيئة قضائية في الأمم المتحدة رأيها في شرعية إعلان استقلال كوسوفو في السابع عشر من فبراير / شباط 2008.
وتنظر بعض الدول التي تواجه مشاكل انفصال مشابهة بريبة لقرار محكمة العدل الدولية حول كوسوفو وخاصة الصين وإسبانيا ، هذا فيما اعترفت 69 بلدا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 192 باستقلال إقليم كوسوفو الذي يضم مليوني نسمة يشكل الألبان 90 % منهم.
ومن الدول التي اعترفت باستقلال الإقليم الولايات المتحدة و22 من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي .
وكانت القوات الصربية أجبرت على الخروج من كوسوفو في عام 1999 عندما تعرضت لقصف من طائرات حلف الناتو لوقف قتل السكان من ذوي الأصول الألبانية في حرب استمرت عامين.
ومنذ ذلك الحين ، ظلت كوسوفو تحت إدارة الأمم المتحدة حتى فبراير من عام 2008 عندما قرر برلمان الإقليم إعلان الاستقلال والانفصال عن صربيا .
وحذر الكوسوفيون حينها من أن عدم تأييد الاستقلال قد يعني إشعال مزيد من الصراعات والعنف العرقي ، هذا فيما تسبب الصراع في تعطيل انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي ، كما عرقل قدرة كوسوفو على جذب الاستثمارات الأجنبية ، حيث تظل أجزاء من شمال كوسوفو مقسمة تقسيما حادا ومتوترا بين الألبان والصرب وتقع مواجهات متفرقة بين الجانبين.
ويرى كثيرون أنه بعد قرار محكمة العدل الدولية ، فإن كوسوفو في طريقها للانضمام للأمم المتحدة كعضو جديد وليس أمام صربيا وحليفتها روسيا سوى الاستجابة للأمر الواقع .
ولعل تحذير الأمم المتحدة من وقوع أي استفزازات بعد صدور القرار يؤكد أن موقف صربيا بات ضعيفا جدا خاصة وأنها هي من طلبت اللجوء لمحكمة العدل الدولية .( كركور)